٢٧ فبراير ٢٠٠٨

(3)
ظهرت علي غير انتظار و لأول مرة أفعى مقرفة الشكل خبيثة دمها بادر مثل كل الأفاعي لا تقدر علي البرد و لكنها الأسوأ على الإطلاق فقد كورت نفسها في مدخل جحر للفئران سدة إياه بجسدها البارد القبيح تستمد الدفء من الأجساد الصغيرة المر تعبة فإذا أصابها الجوع أو السأم أنقضت علي أحدها لتأكله دفعا للجوع أو الملل ، أنتفض العسوقل لرؤيتها تمنى أن تمر سحابة السؤ هذه بسلام .
و جاء صاحب ألأطلاله العظيمة السيد / سبارتكوس بنفسه لا يمكن أن يختلف شكله مع كيرك دوجلاس حتى بعد مشاهدة بعض رسومات الأقدمين يبقى سبارتكوس في عقل العسوقل علي نفس الشكل كيرك دوجلاس بقامته المتوسطة و المنطقة الغائرة في منتصف ذقنه و النظرة القوية الطيبة ، جاء راكبا حصانه المعهود فقير السروج و الزينة ، كعادته أيضا كان عاري الصدر من آى دروع متدرع بأيمانه بالحرية فقط ، يطارده عبيد مثله كانوا ورائه صغار الحجم أقزام بأننايتهم و رضاهم بالفتات الذي يتركونه لهم أسيادهم يملئاهم أحساس زائف بالتميز عن باقي العبيد فقد منحهم سيدهم القيصر اليوم امتياز تشغيل جميع مكارية روما و أن لا يعمل مكاري و لا حمار إلا عند أحدهم فانطلقوا يطاردون سبارتكوس بنفس راضية نشوانة فهم من اليوم أسياد الحمير في روما جميعها .
لم يصدق العسوقل عينيه كاد يبكي غاندي يأتى بعد سبارتكوس مباشرة و كأنها رسالة ترسلها له السُحب من الأعلى المدافع عن الحرية بالسيف ثم أمير السلام كانت سحابة عملاقة تلك التي أخذت شكل غاندي ربما أكبر سحابة مرت اليوم جاء بردائه الوحيد المغزل منزليا يضم ألاف و ملايين الهنود الفقراء فى حضنه الكبير ، بحبك يا حمار ، هكذا أنقض صوت كعب الصندل الخارج من كمبيوتر أبن الجار (الوحيد الكريه الصايع) فاختفى غاندي في الحال فنظر العسوقل غاضبا في اتجاه الصوت فشاهد أبن الجار سعيدا راقصا و كأن كعب الصندل يغنى له شخصيا ربما كانت هذه حقيقة فلا يوجد فرق كبير بينه و بين الحمار باستثناء أن الحمار ليس صايع ، تكدر العسوقل كثيرا فقرر أن يرفه عن ضيقه بمضاجعة زوجته فقد سمع صوتها تغنى بالداخل مع فيروز ( يا مرسال المراسيل ) وجد نبتة الرضا قد أثمرت عن شئ أخيرا فأخذه و قسمه إلى خمسة أجزاء صغيرة ثم عاد و قسم أحد الأجزاء على الأربعة الباقين حيث أحس أنه ليس بحاجة ملحة للجزء الخاص به ، دخل علي طفليه فدهن صدورهما كل بما يخصه ثم سمح لهما بالعب مع الجيران ، ثم دهن للرضيع صدره بنصيبه مما أثمرت النبتة ، و أدخر الجزء الخاص بزوجته ليدلكها به بينما يضاجعها .
انتهت تأملات العسوقل و انتظروا قريبا رحلة العسوقل إلى مدينة كيمارا