إهداء
إلى ألد أصدقائي (ن.ب) و (أ.ش) ردا علي اتهامكما لي أهدي إليكما هذا العمل
إلى ألد أصدقائي (ن.ب) و (أ.ش) ردا علي اتهامكما لي أهدي إليكما هذا العمل
تأملات العسوقل
نافذة باب المشتل – يناير 2007
(1)
جلس العسوقل فوق الكف فاردا رجليه لترتاح قدميه فوق الديسك توب ، رد ظهره للخلف لمس قفاه الأصبع الأوسط للكف فشعر بدغدغة ما تسري في جسده كله و أرتاح لملمس الأصبع فوجه نظره لقطعة السماء المنحسرة بين أسطح أشباه المباني و التي يحلو له نسبها إلى أسمه فهي قطعة السماء العسوقلية ، لم يجرؤ على نسب القبة كلها إلى أسمه في الزمن التي كان يتأملها كاملة و يقضى لياليه متأملا نجومها لاعبا مع نيازكها حيث يتمدد علي ظهره في وادي المزرعية بين مدينتي الطور و شرم الشيخ عاش سنوات التيه الجميلة كتب كتابه علي الصحراء النظيفة و خانها ليلا مع القبة المتألقة و ماء المطر .
يرشف قليلا من مشروبه المتوهج و يمد طرف لفافته ليلامس النار الخضراء المرسومة على تي شيرت المُزة التي يستحضرها في خياله دائما ، يرجع مرة آخري برأسه يبدأ الأصبع الأوسط للكف بالتوغل في قفاه محاولا الوصول لبنات أفكار ، فينهره مهددا أياه بسلك الدش الممتد بلونه الأسود حتى الحدود المرئية للسماء العسوقلية ، كم يتمنى أن يبدء ظهور السحب المتشكلة ، لا يحب العسوقل السُحب المتراكمة التى تحيل الظهر مغرب و لكن تلك السحب المتفرقة الجميلة صاحبة الأشكال و الرسومات .
تحقق الأمنية و تبدء فى الظهور ، يحرك رأسه قليلا باحثا عن أفضل وضع لها حيث افتقدت الأصبع بعد أن أنتزعه من مكانه و شنقه بسلك الدش الأسود .
جاره اللعين لديه أبن وحيد و كريه و صايع ليس لديه ما يفعله سوي سماع الأغنيات بصوت عالي مزعج للجميع ، ينهق الصب ووفر الآن برائعة (خربانة) بدء التدهور بكراهية شعبان لإسرائيل و وصل للخربانة ، أخر مراحل الانهيار الغنائي في بيت العسوقل التي يسمح بها هي أغنية نار أو أفرض مثلا بصوت حكيم ، يرشف رشفات عصبية من مشروبه موجها نظرات كراهية شديدة لأبن الجار (الوحيد الكريه الصايع ) ، يفقد تماما تركيزه فى السُحب و عند مرور بائع أنابيب البوتجاز الملبوس بعفريت عازف الدرامز الزنجي والذي يتحكم به العفريت فيغرس الأرتعاشات فى شرجه لتتشنج يده الممسكة بالمفتاح محدثا هذا الصوت الرنان الكريه . .
ينادي العسوقل على أحد العسوقلين الصغيرين مذكرا إياه بمسئوليته عن ري نباتات المشتل الثلاثة نبتة الخوف و نبتة الحزن و نبتة الرضا ، يتجاهله العسوقل الصغير فيأتي هو بالرشاشات الثلاثة ليروى النباتات الثلاثة كل بما يخصها ، تبدو النباتات ممتنة ، يداعبه شئ من السكينة فيجلس مرة آخري على الكف ، و يبدأ بالفعل تشكل السحاب .
( يتبع )

هناك ٤ تعليقات:
أسلوبك فى السرد رشيق وسلسل
فى هذه القصة وماسبقها
انت كاتب مميز
لك تحياتى
أستاذة / كاميليا
ألف ألف شكر على المجاملة الجميلة و أتمنى أن تعجبك أعمالى دائما .
جميل اوي يا بدري .. وكذب من قال بدري عليك بدري
ذلك ان العسوقل هنا كان يشعر ان ذاته هي التي تتفاعل مع الاشياء من الداخل الى الخارج... فليس لزوما عليه ان يرى اولا ثم يحكم بل يحكم من داخله على ما يراه.. ذاك العسوقل الذي تميز من الغيظ من جاره كان رائعا حقا ...
دمت بكل ود..
خالص تحياي
أساذ / أسامة
تشرفت بتعليقك الجميل ، و ألف ألف شكر ، و أتمنى أن تعجبك باقى الأجزاء من تأملات العسوقل
البدري
إرسال تعليق