- سيطرة البرشام
في قديم الزمان عاش العسوقل فى المدينة التى ولد بها حتى وصل لسن الشباب ، كانت مدينة الشنابطة مجتمع من الفوضى و القذارة و الزحام وسؤ الخلق و مباني السباب و لما كان العسوقل غير شنباط بخلقته و تربيه أبويه و الأملاح الذائبة في دمه ، فتعذر عليه التأقلم مع تلك المدينة المترامية الأطراف المهيبة القذرة الممعنة في القدم فاقدة التحضر و عاش سنوات تعقبها قرون في هذا الكمد العظيم ، و عز علي والديه ما يعيشه من الهم فنصحاه بتعلم الحكمة فهذا أفضل ما ينفعه و بنفعهما في مجال الفشخرة بابنهما ، مال العسوقل لهذا الرأي و أنطلق لقرون أخري ينهل من مصادر الحكمة المختلفة يقرأ و يتكلم و يستعرض مواقع الانترنت ، و شيء فشيء بدء الملل يدخل قلبه فما يكاد يقرأ ما كتبه سعيد ليأتي بعده ببضع سنين سعد أو سعيد أخر ليعيد أثباته أو ليكذبه و يدحضه ، و ترددت في خاطره فكرة سيطرت عليه تماما ، لماذا لا تجتمع حكمة الإنسان منذ الخلق و حتى الآن في كلمة واحدة أو جملة واحدة مكونة من بضع كلمات و لتذهب كل رسوم الكهوف والبرديات و الكتب و السي دي و التدوينات إلى الزبالة ، ناقش والديه في فكرته ، استعاذ والده من سؤ الفهم و سلمي الحمقاء ، نصحه بالاستمرار في تعلم الحكمة ربما أصبح يوما مثل الحكيم خرعوم دال أو أبن توفيق فيذيع صيته و يقصده الناس من جميع أنحاء الأرض ليسمعوا كلمة أو كلمتين من حكمته ، رفض الإصغاء مهاجما خرعوم دال نفسه فلو كان أحكم أهل الأرض كما يدعون للخص حكمة الإنسان في تلك الكلمة أو الجملة المنشودة أما أبن توفيق فقرف حتى من ذكر أسمه ، أفهم والديه أنه عازم على الارتحال بحثا عن ملخص الحكمة تحداهما فى أنه سيجد الكلمة أو الجملة فى مكان ما ، رجاه والده أن يبدأ ارتحاله بداخل البلاد فبلادهم واسعة مترامية الأطراف يسكنها الحكماء من آلاف السنين ، وافق العسوقل على أقترح والده ، فلملم أشيائه القليلة تاركا مدينة الشنابطة خلفه بينما أمه تبكيه لاعنه حمى البحث عن الحكمة التي أصابته .
١٠ مارس ٢٠٠٨
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق